قصة حب

قصة حب لن يموت



هذه القصة مزيج من الخيال والواقع، هذه الأحداث ليست مأخوذة من أسطورة ولا من مقال بل هي من الواقع الذي نعيشهُ، ولكن الكلام من نسيج الخيال لان الأساطير من خيال الماضي.


شكراً، هذه الكلمة قد لا تكون كافية ،إذا عدنا وبحثنا في أوراق الماضي قد نجد أن الكلام لا يكفي ،قد يتحدث اللسان والعين عما رأيا وسمعا ، كبرت الفتاة وترعرعت بنعيم الدنيا ، كبرت وتعرفت على معاني الدنيا الحزينة ، وحكم عليها القدر أن يكون عنوانها الأحزان ، والدموع مصدر سعادتها ، وكانت المشاكل تحاصرها وتكبر معها حتى أصبح عمرها 18 ربيعاً، كانت تحاصرها المشاكل وأحيانا تكون أقوى من القدر ، ومن روعة مشاعر الفتاة كان جميع الناس يحبونها ، وها انأ أقص عليكم ما قد كتبت لها الأيام في أوراق الحياة.
كانت سالي متفوقة في المدرسة، وكان همها الوحيد ان تحصل على الشهادة ، سالي لديها العديد من الأصدقاء ، وهي تهوى الأغاني والقصائد الوطنية ، لأنها تؤمن أن القصائد تعبر عما في داخلها، ولحبها للوطن الفت قصيدة وعزف قلبها على الحان الاشتياق لتراب فلسطين :
يا رفاقي لا تحزنوا إن مِتُ شهيداً في وطني
سوف افرح للقياكَ يا حبيب الاجمعين
سامحوني إذا لم أخبركم ما في قلبي
ويا لهفة المشتاقين لرؤية وجهِ محمدٍ
ويا لهفتي لعودة الأيام لكي أتذكر الناس الأكرمين
ويذكرونني بفلسطين بلاد الاجودين
ونقول يا فلسطين نحن كنا ونظل الباقين
أسمعوني وأسمعوني نشيد الوطن ....يا ارض عَدن
يا رفاقي اخبروني كيف فلسطين بعد صلاح الدين
وكيف أصبحت القدس بلاد الاكرمين
كنتُ طفلا ً حفروا فينا اسمكِ يا فلسطين
في قلبي لهفة لترابٍ ضم جداً واباً
يا فلسطين لكِ عمري
ونقول ..يا فلسطين ..
يا حبي يا ذاتي رعاكِ الله من كل سوء
وقد حققت شيئا بسيطاً مما حلمت به ، هل تركتها المشاكل ؟! لقد تعرفت على شاب يكبرها بسنة وكان من عشاق الاغاني والقصائد الحزينة التي تحمل المعنى الساحر ، وقد تطور تفكيرها ، أصبحت تكتب مقالات، وذات يوم ذهبت إلي المسرح لكي تمثل ووجدت لديها القدرة على التمثيل والتعبير ونيل إعجاب الجمهور، ولكن أهلها رفضوا الفكرة بشده.
وقال لها زميلها :ان لديك المقدرة أن تكتبي القصائد وان تمثلي وتصلي إلى قلوب الناس ولديك مقدرة أن تنسجي الخيال بالواقع والقمر بالشمس ، وبعثت سالي لصديقها موريس المقالات ومقطوعة من تمثيلها وكان شديد الإعجاب بتمثيلها ومقالاتها وعبر لها عن سروره بما قراه من كلامها الذي يخترق القلب ويحوله ملكاً للآخر دون اذن مسبق
قال لها: لديك كلام ومشاعر صادقة ، ولديك القدرة على التمثيل وتجسيد الأدوار
وتعرفا على بعضهما أكثر وكانا صديقين وفيين
وها هي الفرصة قد دقت الأبواب ، وقد كبرت علاقة موريس بسالي،وهذه الصداقة تحولت إلي مشاعر صادقة ،كان موريس بالنسبة لسالي القلب الحنون ،ومصدر السعادة ،والثقة بالنفس ،وذات يوم صادفت سالي مشكلة، وأخبرت موريس عنها، كانت المشكلة التي واجهت سالي عن طالب في المدرسة يضايقها باستمرار ويقول عنها كلام تقشعر له الأبدان ويروج عنها الكثير من الإشاعات التي كانت قد تحطم قلبها الا أن كل الكلام كان مجرد افتراء عليها .
قال موريس : تحدثي لأهلك واخبريهم عن المشكلة التي صادفتك في المدرسة
قالت سالي : لا أريد أن اخبر أحدا، إني قادرة على فعل كل شيء بنفسي.
قال لها: أنا بحكي احكي لأهلك عن المشكلة وفهميهن انو انتي موهوبة بالتمثيل.
مرت فترة على موريس دون أن يعرف شيئا عن سالي .
خاف موريس كثيرا وظن أن هناك مكروهاً ألم بسالي.
ولكن ابتسمت الدنيا لسالي ، أرسلت لموريس رسالة تخبره عما حدث معها قالت :إن أهلها رفضوا فكرة التمثيل ،وأنها كانت مريضة ، وأخبرته عن اشتياقها له ،موريس رد على رسالة سالي وقال : سالي يا أحلى قمر وأنا كثير مشتقلك ،بس ليه الدنيا هيك بتحب تحرمنا من كل اللحظات الحلوة ؟ مرت فترة طويلة على سالي وما تكلمت مع موريس، وفي تاريخ 13.7 كان عيد ميلاد موريس .
بعثت سالي لأصدقاء موريس رسائل كي يحتفلوا بعيد مولد موريس ، وفي يافا تجمع الأصدقاء، وكانوا ينتظرون وصول موريس،وسالي اتصلت بموريس وقالت له : أريد التكلم إليك ، وأريد إنهاء كل شيء ، أنا انتظرك في يافا الان.
قال موريس: حسنا سوف آتي انتظريني ..واتى موريس والتقى بها.
وقال لها : شو في؟ مالك؟ شو صار؟ احكي ؟
سالي: عقبال الـــــــــ120 سنه يا قمر
وأتى الأصدقاء وكانت من أروع المفاجآت ،وسالي بعثت رسالة لموريس:
الى من علمني الكلمات
إلى من علمني الحروف
إلى من علمني كيف ابكي
إلى من علمني كيف اضحك
إلي من علمني كيف ادفن الأسرار
إلى من علمني كيف ارسم الابتسامة على الشفاه
إلى من علمني كيف أثور
إلى من علمني كيف أغازل العيون
إلى من علمني كيف اخفي الدموع
أن الحياة مدرسة بل هي قصه ولها أجزاء
وأنت المدرس الذي علمني كيف ابكي واضحك واصرخ واصمت
كل أجزاء الحياة تشكرك لأنك أنت كنت أجمل قلم زينتَ
قصة حياتي
وعلمتني ما ليس لي علما به
وان كلامك كنت تختاره ُمن كلمات الربيع التي تعبر عن الحياة والتفاؤل
إلى من علمني كيف أثق بنفسي وان ارسم طريق الحياة أمامي
إني أشكرك وكلمات الدنيا كلها لا تكفي بل هي كلمات بسيطة
يعبر عنها لساني وقلبي وعقلي جميعهم شاكرون
وكيف ابكي وأنت علمتني أن اخفي دموعي
لان الدمعة لؤلؤة ومن الصعب أن تجد مثلها
لو أن القلم لم يخلق ماذا فعلت الأوراق
لو أن القمر لم يخلق ماذا فعلت الشمس
لو أن الألعاب لم تخلق ماذا فعل الطفل
كان كل واحد منهم فر هارباً باحثاً عن احد يواسيه ِ
وأنت كنت بالنسبة لي أجمل قلم خلق لكي توقع على قصتي
أعجبته كثيرا....... بعد مرور الأيام السعيدة والحزينة .......قد دقت ساعة الفراق وقد دق الموت باب سالي ،عرفت أنها أصيبت بمرض السرطان وسرقها وقت طويل في التفكير ، كيف تخبر موريس بمرضها المشؤوم ،كيف تخبر موريس ؟!!ماذا تقول له!؟ وماذا سيحل بالحب ؟؟!قررت ان ترسل رسالة لموريس وتقول له أنها أصيبت بالسرطان ،وقد لا تجد القدرة على أن تقول أنها مصابة بهذا المرض ، وعندما قررت أرسلت رسالة لموريس وهجرت المسنجير مع مرور الأيام بعثت له كلاماً : مَن بعدك يواسيني ومن يرافقني ويحميني؟ قرأ الرسالة وكان مكتوباً فيها : موريس يا أغلى إنسان لقد تعرفت على احن القلوب ، أريد أن أقول لك شيئاً عدا عن كلمات الشكر التي تنبع من قلبي الذي انتشر فيه السرطان مع كل صرخة أقول شكرا ،قد جمعت لك دموعي في زجاجة قد تكون لك ذكرى وقد تكون لك حزنا ،سوف أقول لك تذكرني فإن الذكرى مرة .
بعد انتهائه من قراءة الرسالة،أرسل لسالي رسالة وقال: إن أبي وأمي ليسا من اختياري وكيف أنساك وأنت قدري واختياري لن أنساك وسوف نكمل ما بدأنا به وسوف أدعمك بكل شيء ، وأتمنى من الله أن أراك ممثلة مشهورة .سالي : بعد ما امتلأ قلبها بالمرض، قرأت الرسالة نسيت الدنيا وكان هدفها أن تصل إلى ما تحلم به، تعلمت الفن المسرحي وبدأت بالتمثيل وكانت أول مسرحية لها "قتل الخائن" وكان دورها مليء بالجرأة الفنية والقوة والإبداع المسرحي.
أحد مشاهد سالي في المسرحية:سالي (تقول لشاب يدعى عبد قد آذاها): " هيييي انتااا !ولااااا عبد!" (فالتفت عبد تجاه الصوت فوجد سالي تصوب نحوه مسدسا فلم تتردد في الضغط على الزناد فخرجت الرصاصة واستقرت في صدره دون إذن من عبد).وعبر الجمهور عن إعجابهم بسالي في تأدية دورها وتأثروا به فوجدتهم يصفقون بحرارة شديدة بينما تذوب داخلها ويلات الألم ،وهي على خشبة المسرح....فلم يسعها بعد هذا التقدير والتشجيع الذي لاقته من الجمهور إلا أن تشكرهم جميعا.. خاصةً موريس الذي حمل نكهة التشجيع. فحملت من على المسرح نداءً صغيرا لوالديها تقول فيه إن الحياة فن والفن هو الحياة... و بعد ذلك شعرت أنها تتألم فوقعت أرضاً ونقلت إلى المستشفى ومكثت 3 ساعات في غرفة العمليات.! وفي خارج غرفة الانتظار.. خرج الطبيب بعد 4 ساعات وقال: فعلنا ما بوسعنا.إنا لله وانا إليه راجعون .( انطفأت شمعات الأمل التي أشعلها كل عزيز)..! لم يقبل موريس بهذه النتيجة المؤلمة فدخل بسرعة للغرفة، كالمجنون احضر ماكنة (لضربات الكهرباء) فوضعها على قلب سالي وكان قلبه يخاطب قلبها : أنت روحي وذاتي وعمري وحياتي لا تتركيني لوحدي .. بعد مرور دقائق استيقظت سالي ورأت موريس أمامها حضنتُه وبكت وبعد مرور الأشهر عادت للتمثيل، كان هدفها أن تصل لقلوب الناس وترسم البسمة على شفاههم ، بعد نصف سنه ارتبطت رباطاً روحياً مع موريس. وحازت على الجوائز الكثيرة من دعم حبيبها لها ، وبعد سنة قد زف لزوجها خبر سعيد أنها حامل ،ومرت الأشهر والسعادة تغمر أيامهما والفرح يقبل أعينهما ،وفي التاسع من أيلول أنجبت فتاة ،وقد تراكم المرض في قلبها ،ولم يستطيع الأطباء إنقاذها ،وفارقت سالي الحياة ،وصعدت روحها الطاهرة الرقيقة إلى السماء لتعيش وتنسى ما قست عليها الحياة من الألم .وكلما تذكر موريس ان سالي فارقت الحياة ويقول " ومن عينيه تنهمر الدموع" الآن أعيش على ذكراكِ يا حبيبتي وكان طفلتنا سالي هي هبة من السماء
إن الحب لا يموت ولا يمحى بل يبقى ذكره للأبد