تحولت أخبار أبطال الدراما التركية المعروضة حاليًا على قنوات mbc، إلى مادةٍ إعلامية مهمة تناقلتها الصحف والمجلات ومواقع الصحافة الإلكترونية العربية في الآونة الأخيرة، بعد ما أصبحت هذه الدراما محور حديث المشاهد العربي، مما حوَّلها إلى ظاهرةٍ اجتماعية وإعلامية ناقشها كتَّاب الرأي والمقال في كتاباتهم في محاولةٍ للتعرف على أبعاد الظاهرة، ومدلولاتها المختلفة، وانتهوا فيها إلى أن السبب الأول لنجاحها عربيًا هو أنها فجَّرت شلال الرومانسية في قلوب العرب، خاصةً الفتيات والنساء.
فقد اعتبرت الكاتبة "أروى الوقيان" في مقالٍ لها نشرته صحيفة "القبس" الكويتية (12 يوليو / تموز 2008) بعنوان "منظور آخر"، أن الانتشار الواسع لمسلسل "نور" جعله ظاهرة، وليس مجرد مسلسل، في إشارة إلى أن الرومانسية التي قدمها المسلسل، ووسامة البطل جعلت النساء يقارنَّ أزواجهن بشخصية البطل، لذلك طالبت الرجل العربي بأن يقدر مدى احتياج المرأة لهذا النوع من الدفء العاطفي.
وأشارت الكاتبة إلى بعض المواقف الملموسة المرتبطة بظاهرة الدراما التركية، إذ إن هناك صالونًا رجاليًا وآخر نسائيًا في سوريا يقدم أنواع تسريحات أبطال المسلسل، وفي أحد الأسواق الشعبية في الكويت تباع "تشيرتات" وقمصان تحمل صور أبطال المسلسل.
وفي نفس الصحيفة كتب "عماد النويري" مقالاً تحت عنوان "مسلسل نور والدراما التركية بين العرض والمنع" تطرق خلاله إلى تزايد عدد المشاهدين لمسلسل "نور" و"سنوات الضياع" في العالم العربي، وارتباط المشاهدين بالممثلين الأتراك، مشيرًا إلى أن سر نجاح المسلسل يرجع لمهارة كاتب السيناريو، بالإضافة إلى تشابه الكثير من العادات التركية مع العادات العربية، مما ساعد في التماهي والتجانس بين المشاهد وشخصيات المسلسل.
رصد ظاهرة "مهند"من ناحيةٍ أخرى، استطلعت صحيفة "الوطن" الكويتية آراء عددٍ من الفنانين عن أسباب ظاهرة هوس الفتيات بشخصية "مهند"، وذلك في تحقيقٍ صحفي نشرته يوم الاثنين (14 يوليو/ تموز 2008)، وكان من بين هذه الآراء الفنان "عبد الرحمن العقل" الذي قال: إن السبب الرئيس وراء ارتباط الفتيات بالمسلسل هو أن الأحداث كلها تدور في إطار رومانسي بحت، بينما قالت الفنانة "منى شداد": بالفعل لا أستطيع أن أصدق أن تكون هناك حالات طلاق أحدثها مسلسل "نور" المدبلج، وأن يكون قادرًا على التأثير في مشاعر المشاهدين بهذه الطريقة الغريبة والمثيرة أيضًا، وأضافت: "إن المسلسل استطاع أن يحقق هدفه من نشر السياحة وإظهار جمال تركيا لكل العالم". أما الفنانة "إلهام الفضالة" فقالت: بالفعل مسلسل "نور" لاقى صدى كبيرًا، وعن نفسي فأنا متابعة لجميع حلقاته لأنني تأثرت بالقصة جدًا، ولكن حكاية أن هناك فتيات وصلن إلى حد الهوس بجمال مهند فأقول لهن هذه "مراهقة" فقط"، فيما قال الفنان "عبد الإمام عبد الله": "على أي أساسٍ أن نقوم بمحو عاداتنا وتقاليدنا بهذه الطريقة الغريبة، والمثيرة للجدل، التي أثَّرت على تفكير العديد من الفتيات، ربما من شدة ارتباطهن بالأحداث الرومانسية، وهو أمرٌ دخيل على عاداتنا الشرقية". ونفت المذيعة "نهى نبيل" أن يكون بطل مسلسل "نور" يتعامل مع زوجته كما يتعامل في المسلسل، قائلةً: ما نشاهده رومانسية مبالغًا فيها، كأنها غير موجودة بالمرة، بينما أرجعت الفنانة "مها محمد" سبب هوس الفتيات بمهند إلى افتقادهن للحب والرومانسية لأن الحب أصبح عملة نادرة حاليًا، بينما عبَّرت الفنانة "لمياء طارق" عن إعجابها بجمال "مهند"، والحياة المثالية التي يعيشها مع نور.
أسرار جاذبية الأتراككيف أرسلنا جيل مهند في طريق الضياع؟ سؤال طرحه الدكتور "فايز بن عبد الشهري" في مقاله بصحيفة الرياض (13 يوليو/ تموز 2008 ) الذي تعرض خلاله إلى اهتمام المراهقين والمراهقات المتزايد بشخصية "مهند"، باحثًا عن سر الجماهيرية العريضة للمسلسلات التركية، مؤكدا أن الموضوع تحول لظاهرةٍ وأكثر عمقًا من مجرد الارتباط بأحداث مسلسل، وظهر ذلك في انتشار أزياء الممثلين الأتراك في واجهات الأسواق، وانتشار أسمائهم وصورهم بـ"بالميداليات" والوشوم" المرسومة على أذرع المراهقات. أما الكاتبة "ميس أبو صلاح" فبحثت، في مقالها بعنوان "آفاق مهند التركي وحالة طلاق أردنية" بصحيفة "الدستور" الأردنية بتاريخ (13 يوليو/ تموز 2008)، عن سر جاذبية شخصية "مهند"، الذي أرجعته إلى قدرته على الاحتفاظ بالرومانسية بعد الزواج، الأمر الذي تفتقده كثيرٌ من النساء المتزوجات، نتيجة إلى الضغوط اليومية التي طغت على الجانب الرومانسي والإنساني. ورصدت الكاتبة جماهيرية المسلسلات التركية من خلال محرك البحث "جوجل" إذ لاحظت وجود عددٍ ضخم من نتائج البحث التي تقوم بها الفتيات العرب للحصول على الصور، ومقاطع الفيديو للممثلين الأتراك، والمنافسة بين فتيات المدارس للحصول على بوسترات "مهند" و"نور".
البحث عن "لهفة" مهندلم يكن المظهر الأوروبي ووسامة "مهند" هي السبب الوحيد وراء انجذاب الفتيات العرب للمسلسلات التركية، ولكن سمات الشخصية ورومانسية الأبطال، وتمسكهم بالمبادئ والأخلاق الرفيعة والإخلاص والتفاني من أجل الحبيبة، جعلتهم رموزًا لكثيرٍ من النساء، وهذا ما توصلت إليه الكاتبة "مها فهد الحجيلان" في مقالها بجريدة "الوطن" السعودية، في إشارةٍ إلى أن المرأة السعودية تفتقد شيئًا مهمًا في الرجل، وهو شعورها بالأمان في الحب، فهي تريد أن تحب، وأن تكون محبوبة، فهي لا تريد رجلاً يشبه "مهند" بل تريد رجلاً يتلهف على زوجته مثل لهفة "مهند" على "نور". واستطاع "مهند" أن يزلزل القلوب من وراء "البلازما"، ويبعث الرعب والفزع والقلق أيضًا في عقول، وقلوب الكثير من الرجال العرب" من خلال التعامل الرومانسي الخيالي الذي قدمه في مسلسل نور، هذا كان ملخص المقال الذي كتبته محررة الصفحة الفنية بجريدة "المساء" الجزائرية بعنوان "مهند وهيفاء!!" بتاريخ 9 يوليو/ تموز 2008. واهتمت الصحافة المصرية بالدراما التركية التي سحبت البساط من تحت الدراما المصرية خلال الشهور الماضية، ووصل الأمر إلى أن صحيفة "الدستور" المصرية- إحدى صحف المعارضة واسعة الانتشار- خصصت ملفًا خاصًا حرره الكاتب "إيهاب التركي" بعنوان "نور" و"سنوات الضياع".. تسونامي الدراما التركية يغرق الدراما العربية"، عرض خلاله مجموعةً من الأخبار المنشورة حول الأبطال الأتراك بسبب تعلق المشاهدين بهم، مشيرًا إلى أن الدراما التركية المدبلجة أصبحت ساحةً للمقارنات بين اللهجة المصرية واللهجة السورية، وأن تعلق المشاهد المصري بالمسلسلات التركية وصل به إلى درجة الظاهرة بعد انتشار تبادل الصور بين المعجبات بـ"مهند" على مواقع التعارف والبلوتوث.