"نور" تصلح ما أفسده "مهند" وتمنع طلاق زوجين
المستثمرون استغلوا نجومية أبطال المسلسل كأسماء تجارية لاستثماراتهم
عمان ـ خالد أبو زيد
بعد أن كان مهند- بطل المسلسل التركي "نور" المعروض على قناة mbc4 - سببا في طلاق عددٍ من الأردنيات من أزواجهن بسبب الغيرة منه، بات اليوم وحبيبته "نور" سببا في منع حدوث الطلاق بين أزواج كانوا قاب قوسين أو أدنى من هذا القرار؛ إذ تراجعت زوجة أردنية عن طلب الطلاق من زوجها متأثرةً بالتضحيات التي قدمتها "نور" في حب "مهند".
فقد كشف الشيخ ابراهيم القناوي- أحد وجهاء العشائر الأردنية- أن نور كانت سببا في تراجع سيدة عن قرارها بطلب الطلاق من زوجها، وقال إن جهوده في اصلاح ذات البين على مدى أسبوعين كاملين فشلت بسبب اعتراض الزوجة على أسلوب زوجها السيء في معاملتها، وعدم الاهتمام بها، ورعايتها.
وتابع القناوي قائلا - لموقع mbc.net -: "حينما سمعت أن الزوجة تراجعت عن موقفها بسبب مسلسل "نور" غضبت جدا في الدقائق الأولى بعد سماعي الخبر، ولكن بعد أن اختليت بنفسي ضحكت إلى درجة أن الخادمة في منزلي حينما دخلت مكتبي تسألني حاجتي اعتقدت أنني جُننت"!.
ويؤكد الشيخ القناوي أنه لم يكن يتوقع أن تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين ولكن أن تتدخل "نور" عبر شاشة التلفاز فهذا الذي لم يكن يتوقعه أو يتخيله، على حد تعبيره.
في سياق متصل، استغل المستثمرون نجومية أبطال المسلسلين التركيين "سنوات الضياع" و"نور" كأسماء تجارية لاستثماراتهم السياحية التي بدأوا بإجراءات تأسيسها في عمان؛ إذ توسعوا في إضفاء حالة من الرومانسية على المطاعم كي تكون قريبة الشبه من تلك التي يجلس بها "نور" و"مهند" .
وكشف مصدرٌ بوزارة السياحة الاردنية المسئولة عن ترخيص المقاهي والمطاعم السياحية أن ثلاثة مستثمرين طلبوا- قبل أسابيع - الاطلاع على شروط الترخيص، مشيرين إلى أنهم بصدد تسمية مشاريعم بأسماء نجوم الدراما التركية لاسيما نور، ولميس.
"ورد حجازي"، وهي سيدة أعمال، أكدت عزمها افتتاح مطعم ومقهى سياحي باسم نور ولميس، وأنها تبحث حاليا عن مهندس ديكور قادر على توفير ذات الأجواء الرومانسية في الدراما التركية التي تُعرض حاليا على قنوات mbc، مشيرة إلى أنه في حال اتفاقها مع مهندس الديكور ستصحبه إلى تركيا لمعاينة المطاعم والأماكن ذات الطابع الرومانسي التي جرى فيها تصوير مشاهد مسلسل نور تحديدا، على أرض الواقع.
ومن جانبه يقول أبو أشرف- صاحب أحد المطاعم السياحية بعمان- إن كثيرا من الأزواج يطلبون منه تجهيز أمسيات مشابهة لتلك التي تجمع مهند ونور في سهراتهما وجلساتهما الخاصة للتعبير عن ما يُكنه كل منهما إلى الآخر في الحب والعشق.
وأضاف أن طلب مثل هذه الاجواء يتركز في الطبقة الميسورة والثرية جدا؛ كون أبنائها يملكون القدرة المالية على دفع تكاليفه، مشيرا إلى أن الخصوصية التي يطلبها بعض الأزواج تجعلهم لا يكترثون إلى سعر الأمسية التي لا تقل كلفتها عن 150 دينارا أردنيا أي ما يعادل 200 دولار أمريكي.
صحيح أن الأجواء ليست مشابهة تماما لأجواء نور ومهند الرومانسية- كما يقول صاحب المطعم السياحي- كتوفير عازف الكمان مثلا، إلا أن الزبائن المتأثرين بالدراما التركية يشترطون أن تكون التجهيزات مشجعة لقضاء سهرات توازي تلك في مسلسل نور.
ويروي أبو اشرف أن إحدى زبوناته طلبت منه قبل أسبوعين إعداد سهرة مميزة لها ولزوجها؛ لأنها وعدته بأن تجعله يعيش ذات الأجواء التي يعيشها مهند مع نور، بعد أن سمعته خلسة، وهو يقول "هذه ناس عايشة"، و"عايشة" في اللكنة الأردنية العامية تعني "مبسوطة، وسعيدة".
المختص بعلم الاجتماع جعفر الوادي يعلق على تلك الظاهرة بالقول: بعد أن اقتحمت الدراما السورية منازل الأردنيين في السنوات السابقة، والدراما التركية المدبلجة باللهجة الشامية هذه الأيام، فقد أصبحت كلمة "ابن عمي" و"حبيبي" لغة تواصل بين الأزواج الأردنيين.
وأضاف أن قسوة الصحراء وضنك الحياة في الأرياف يلين بسبب هذه الدراما، والدليل أنه سمع لغة التخاطب بين زوج وزوجة قريبين منه ترتكز على مفردات "قلبي وعمري وحبي وحياتي" بعد أن كانت لوقت قريب محصورة في مفردات شعبية أردنية "شو بدك.. وشو بدكي" أي ماذا تريد.. أو ماذا تريدين؟!